شجرة الجاكراندا   .

بقلم :  يوسف ابداح .

إنها شجرة  جميلة …….

نعم ….. جميلة ٌ  بزهورها , جميل منظرها , طيبٌ أريجها ,

وارفٌ ظِلالـُها , ترجع أصول منابتها إلى الأرجنتين في أمريكا الجنوبية  .

دخلتْ  زراعتـُها إلـى  ( بريتوريا ) , فَزُيـّنتْ الحدائـــــــــق والساحات بها , وكان

السكان جِدّ سعداءَ  باستضافتها ودخولها بلادهم .

لكنّ سُرْعان ما تبدَّلَ الأمر  وتغيــّر ……

لقدْ أَضحـَـوْا  من أَلـَدّ أَعدائها  , والمطالبين باجتثاثها مـِنْ مواقعها في مفترقات

الطُـرُق ِ والحدائق ِ  العامـّة !

ما الذي جنتـْهُ هذه ِ الزائرة  التي كانتْ بالأمس ظريفةً لطيفة رحّبت بها بريتوريا

وأَهلــُها ؟

ما الذي دعا السكان  للمطالبة ِ باستبدالها بأَشجار ٍ  وطنيّة ؟

إنَّ أَكبر ذنبٍ  جنتـْـهُ شجرة ُ الجاكراندا أَنها  غريبة تطلـب ماءً وتحتـلّ تُربة !

إنها شجرة أجنبية ٌ ودخيلة ! إذنْ يجب اجتثاثها والخلاصُ  منها !

قلتُ في نفسي وأنا أُتابع هذه الضجـَّة   الكبرى ضدّ شجرة الجاكراندا :

يا إلهي ! أَيحتجون  على شجرة ٍ جميــلة ٍ  دخلتْ أَرضـَهـُم , وزيّنتْ  حدائقــهم

لأنها أَجنبية ٌ غير  وطنيـّة ؟

لِـمَ يستنكرون اليومَ علينا المطالبة َباجتثاثِ قـُطعان الغجر الهمجيـّة , ممن سرقوا

أَرضـَــنا الطاهرة الزكية , وقلعوا أشجار زيتونها المباركة , ليُوسِعــــُوها بأشجار

الغَرْقَـد ؟

نعم : إنّ أَشجار زيتوننا شرقية  وطنيـّة !

تمتدُّ جذورها في أعماق التاريخ , لِتُثبتَ  عُروبة الانتماء وصدق المَنبت وأصالة

الماضي العريق .

أما الأرضُ فأرض أقصانا الأسير  ,أرضُ الزيتون والزعتر .

والزيتونُ غرسُ الآباءِ والأجداد .

والقدسُ قدسُنا ومسرى رسولنا الكريم  !

إنّ مَنْ يسلبُ حقـاً بالقتال .

كيف يحمي حقـّه يوماً إذا الميزان مال ؟

كلّ ما أدريهِ أنّ الحقّ لا يفـْنى .

ولا يقـوى عليه غاصبـــــون .

فعلى أرض أقصانا لم يُعمـّر فاتحون .

هنا في القدس  .

لنا ماضٍ وحاضر ومستقبل .         لنا ماضٍ وحاضر ومستقبل .