حق لن يضيع
بقلم: يوسف ابداح
بالأمس , كنت أقرأُ عموداً للأخبار في جريدة , صَرَختْ حفيدتي الصُّغرى وهي عندي الأغلى , بينما كانتْ تُشاهدُ لقطةً في التِلفاز :-
جدّاه .. جَدّاه …. أَسْرعْ وشاهد ..
إنهم يَحْرقُون الزرعَ ويقلعون الشجر ! إنهم يلطُمُون النساءَ ويهدمون البيوت !
إنهم يُريدون هَدْم الأقصى !
قلت :
حفيدتي الصُّغرى : مَسْجِدَنا الأقصى : إنكما تحتلاّن العقلَ , وتَسكُنان القلب والروح .
حَسْبيَ الله ونِعْم الوَكيل ……………………… حَسْبيَ اللهُ ونِعْمَ الوَكيل .
دَخَلْتُ مكتبتي المُتواضعة , وأخَذْتُ قِرْطاسي , وأَمْسَكْتُ قلمي وكتبْت أبياتًا للشاعر الفلسطيني توفيق زيّاد.
ردّدتها بصوتٍ لم يخلُ من الحزن والألم:
إنّ مَنْ يَسْلُبُ حقاً بالقتـــــــــــــــــــــــال .
كيف يحمي حقّهُ يوماً – إذا الميزانُ مـال ؟
كُلّ ما أدريهِ أنّ الحقّ لا يَفْنــــَــــــــــــــى
ولا يقوى عليهِ غاصبـــــــــــــــــــــــون .
فعلى أرض أقصانا لم يُعمّر فاتحــــــون .
كأننا عشرون مستحيـــــــــــــــــــــــــل ,
في اللدّ والرملةَ والجليـــــــــــــــــــــــل .
في حيفا وعكا والخليــــــــــــــــــــــــل .
هنا على صُدوركم , باقونَ كالجـــــــدار
وفي حُلوقِكُم كالشّوكِ , كالصّبّـــــــــــار
وفي عُيونِكم , زوبعةٌ مِن نَـــــــــــــار
نَجـــــوعُ … نَعْــــــــــــرى … نَتَحــــدّى
نُنْشِدُ الأشعـــــــــــــــــــــــــــــــــــار
نملأُ السُّجــونَ عـِـــِزّةً وإبــــــــــــاء
ونصنعُ الأطفالَ … جيلاً ثائراً وراءَ جيل
إنّا هنا باقــــــون
إنّا هنا باقـــــون
فلْتشربُوا البَحْـرا
ولْتَسْكُنـوا الصّحرا
نَحْرُسُ ظِلّ التينِ والزيتون , ونزرعُ الأفكار , كالخميرِ في العجين .
بُرودةُ الجليدِ في أعصابنا
وفي قلوبنا جهنمُ الحَمــْرا
إذا عَطِشْنا نعصِرُ الصّخرا
ونأكلُ الترابَ إن جُعْنا .. ولا نرْحَـل
وبالدمِ الزكيّ لا نبْخَـــــــــــــــــــــل .
هنا في القدس
لنا ماضٍ .. وحاضر .. ومُستقبل .
لنا ماضٍ .. وحاضر .. ومُستقبل .
Leave A Comment