قامات وطنيّة .

بقلم : يوسف فايز ابداح

في أمسيةٍ جميلةٍ بهيّة لاثنتي عشرةَ ليلةً خلتْ من تموز عام خمسةٍ وعشرين وأَلفين للميلاد , تضاهي جمال بلدة الحصن , العريق تاريخها , والكريم أَهلها , لبّيت والدكتور رشيد ابداح ,

دعوةَ نادي الحصن الثقافي الرّياضي , لحضور محاضرةٍ بعنوان :

 قراءَة في مذكّرات القاضي والروائي ماجد غنْما يقدّمها الَأخ العقيد ركن محمد وقفي .

استهلّ مدير نادي الحصن الثقافي الرياضي , د ماجد نصير الحفلَ بكلمةٍ رحّب فيها بالحضور ,

مشيرًا إِلى السّيرة الطيّبة والبصمات الواضحة لإنجازات قامةٍ مِن قامات وطننا الحبيب , ورجلٍ مِن رجال القانون والقضاءِ في أردننا الخيّر المِعطاء , ابن الحصن البارّ , القاضي والروائي

ماجد غَنْما .

واصلتْ ابنة الحصن , الفخورة بانتمائها لبلدتها ووطنها ,إِنشاد النّمري , الحديثَ بنبذةٍ عن نشأَة

القاضي ماجد غَنْما , الذي  عرف بحسّه الوطنيّ , وإِخلاصه المِهنيّ , والذي ما عَرَف يوماً طريقاً إِلى ال مجاملة أَو الطائفيّة , منشدةً بعضاً من أَبيات قصائده ال مفعمةِ بعمق التجربةِ وغزارة

الدّلالات , بعبارات سهلةٍ و مفرداتٍ واضحةٍ جَليّة .

قدّمتْ السيدة إِنشاد النّمري الَأخ العقيد ركن محمد وقفي ,ابن الحصن وأَحد رجالها , مشيرةً إِلى نشأَته بها ,وروحه الوطنيّة التي دفعتْه إِلى شَرَف الانضمام لجيشنا العربيّ الباسل, وحصوله على وسام الشجاعة مِن لَدن المغفور له الحسين بن طلال – رحمه الله – .

لقد شدّ المحاضر بحديثه  جمهور الحاضرين , وهو يتناول سيرة القاضي ماجد غَنْما , الثريّة بالمواقف الوطنيّة , وإِصلاح ذات البين , بحديثٍ مدعَمٍ بالصّراحة المنقولةٍ عن رجل القانون

الروائي ماجد غَنْما , ومشيرًا إِلى عامي 1963 و 1964م , المزدحمَيْن بالأحداث السياسيّة وتنافسِ الَأحزاب , والتي كان القاضي ماجد غَنْما مشاركاً فاعلًا فيها , ثم ابتعد عنها لاحقا, عندما حادتْ عن أهدافها الوطنيّة المَنشودة .

لقد أَجاد المحاضر وهو ينتقل بنا بين سّرْد المواقف العديدة من حياة القاضي ماجد غَنْما ,فكان كالنحلة في بستانها , تنتق ل مِن زهرةٍ إِلى أ خرى , لتعطينا أَطيبَ مَذاقٍ وأَلذّ رحيق  .

كم شدّني الأخ المحاضر بأسلوبه الجميل , وإِضاءاته الرائعة , وإِشاراته المتكرّرة لَأوائل الستينات , تلك الفترة الزمنيّة التي عشتها وإِياه على مقاعد الدرس في أَحضان ثانوية إِربد

للبنين, فبادلناها  حبّاً بحب , ووفاءً بوفاء !

لقد زادتْ مداخلات نَجلَيْ القاضي – د عيسى و د عبدالله – المحاضرة إِثراءً في حديثهما عن ذكريات والدهما , وإِيضاح الكثير من جوانب حياته , كما كان لمداخلة الكاتب مجدي دعيبس ,

والنائب محمد عقيل شطناوي , إِضافةً جميلة , أَعطت المحاضرة روْنقاً , وبمواقف القاضي

ماجد إِعجاباً , وله احتراماً وتقديرًا .

قدّمني مدير النادي مشكورًا للحديث , شكر ت فيه أَخي المحاضر العقيد ركن محمد وقفي على  محاضرته الضّافية في إِيضاح العديد من المواقف الفكريّة والوطنيّة لرجل القانون الروائي ماجد غَنْما ، والذي تجمعه مع والدنا الشيخ عبدالرحمن عبدالهادي ابداح علاقة قوية مِن الودّ والصداقة قد حدّثني وإِخواني عنها كثيرًا قبل أَنْ ينتقل إِلى جوار ربّه بعد مسيرةٍ له دامتْ أَربعةَ عشرَ عاماً ومئةً فوقها .

لم أَنسَ في حديثي الإشارة إِلى أَصدقائي من بلدة الحصن , والذين صاحبوني على مقاعد الدرس في مسيرتي التعليمية , ) محمد فوزي نصير , كمال موسى عازر , محمد أَحمد العمر الوقفي ، عبدالمجيد حتاملة ( ذاكرًا بفخرٍ واعتزازٍ معلمنا الدكتور عبدالمجيد نصير- أَطال الله بالتقوى والإيمان عمره – والذي علّمنا قِيَمَ الحقّ والفضيلة , وروعة الانتماءِ لديننا وأمتنا ووطننا ).

لقد سرّني والدكتور رشيد ابداح , أَنْ نقدّم درعاً تذكارياً للَأخ العقيد ركن محمد أَحمد الوقفي , تقديرًا منّا لنشاطه الاجتماعي , ولجهوده الطيّبة في إِيضاح العديد من المواقف الوطنيّة والفكريّة والسياسية لقامةٍ رفيعةٍ من قامات وطننا الحبيب , أَبى إِلا أَنْ ي ترجمَ الوفاءَ حقيقةً وواقعاً , والِإخلاص عملًا مَيْدانياً واضحاً , في وطنٍ تقاسمْنا فيه عِشقه والوفاء له .

 

إِربد 12 / 7 / 2025م