فجر جديد

بقلم : يوسف ابداح

قليلون هُم الذين يَعرفون ما لِلفجرِ مِنْ مَعانٍ ساميةٍ ورزقٍ كثير ,  فإطلالةُ الفَجرِ تُنْبِئُ بميـلادِ

يومٍ جديد ,  يَأمَلُ الناسُ  فيه سعادةً وارفاً ظِلالُها ,  عَميماً خَيرُها , وَجمّاً نَفعُهـا  .

إنّ الفجرَ يُمثلُ الهِمّة العاليةَ والنشاطَ العظيم  , فالطيورُ تستعِدّ للانطلاقِ بحثاً عن قُوتِها , وتغريدُهـــا

يبعثُ الأملَ في استقبالِ يومها ,  وتحصيلِ رِزقِها في يومٍ معلومٍ وطعامٍ مجهول ,   فهي تغدو خِماصاً وتعودُ

بِطاناً , شاكرةً الرازقَ على ما أفاءَ عليهـا  , والفلاحُ يؤدي صلاةَ فَجْرِهِ مُتضرّعاً إلى مولاهُ بِحَصادٍ يَجِــدُ

في كلّ سُنبلةٍ منهُ مئةَ حبّة ,  بينما يَصْطفُّ أبناؤُهُ الصغارُ يَرقُبونَ  أباهُم وَهُو يستعدُّ لتوفيرِ لقمةِ العيشِ

الشريفةِ لهُم ,  فَيرفعُون أكُفَّهُم  إلى السّماءِ ضَارعين  لِلمولى أنْ يُباركَ مسيرةَ والدِهِم,  ويُعيدَه لهم مُعافىً

سالماً  .

كمْ  مِنْ طالبٍ حَمَلَ حقيبتهُ وَنظَّمَ أَوراقَه  ! يحدوهُ الأملُ بِمستقبلٍ مُشرِقٍ يَخْدُمُ فيهِ الأمةَ وَيَرْفعُ ُبُنْيـــانَ

الوطـن !!

إنّها لَوحةٌ جَميلةٌ  لِلمُجِدينَ الذين لا يَقْنَطونَ  مِنْ رَحْمةِ الله , والذين تركُوا الكسلَ  وراءَ ظَهْرانِيـهم ,

لِيَقُولوا :  ………………

نَعَم :  لِلعَملِ والبِنــَــــاء  ……………………………      لِلجِدِّ والرّخَــاء .

لا   : لِلكَسـلِ  والشّقــــاء …………………………..       بَلْ هِمّةٌ وَعَطاء .