علموني من تكون ؟
للشاعر : ناصر بن عليثه الجهني
بقلم : يوسف ابداح
شاعرنا القدير :
ناصر بن عليثه المحياوي الجهني
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات .
أن يتعلق القلب بظبية ، فيهيم بها
دون أن يعرفها ، فذاك يعني أن
سهام عينيها لم تخطيء الهدف ،
فكادت أن تصيب من المرميّ مقتلاً ، الأمر الذي استدعى
طلب النجدة من الأصحاب، كي
يعلموك من تكون تلك الظبية
جميلة العينين ….!
سلم قلبك النابض بالحب والصدق والوفاء .
فقلبك الذي تعلق بعيون ظبيتك
الجنوبية الجميلة، لم يعرف اليأس
والتقاعس لبعد المكان ، بل همة
وعزيمة… طموح ورجاء .
لقد خلتُها أخت ولّادة بنت المستكفي الأندلسية ، حُسنٌ وجمال وصفاء .
وأن عينيها فيهما ملامح عيون مها علي بن الجهم :
عيون المها بين الرّصافة والجسر
جلبْنَ الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدْن لي الشوق القديم ولم أكن
سلوْتُ ، ولكن زدن جمراً على جمر
لقد أيقنت أن لغة العيون لا يعرفها
إلا الشعراء الأوفياء بإحساسهم
المُرهف أمثالكم .
إنها تناجيك ، وفي عينيها حكايات
ألف ليلة وليلة … !
إنها تستحقّ السير إليها عبر الدروب ، متخطياً الفيافي والقفار ،
وسؤال الرعاة والقوافل وأسراب
القطا عن أخبارها وأحوالها ..
أسِرب القطا ألا من يُعير جناحه
لعلّي إلى من قد هويتُ أطير ؟
لم يستطع جرير مجاراتك حين قال :
إن العيون التي في طرفها حَوَرٌ
قتلننا ، ثم لم يُحيين قتلانا
فقد اكتفى بأن يكون قتيلاً دون
أن يكلّف نفسه مشقة البحث والسؤال عن صاحبة العيون الجميلة !
إنني أُكْبِر فيك هذا الوفاء …!
والوفاء من شيم العظماء …
ونعم الوفي أنتم فارس جُهينة …
Leave A Comment