مهنتي كمعلم

بقلم: يوسف ابداح

قد يُرهِفُ الإنسانُ السّمعَ إلى قطعــــــة ٍ موسيقية ٍ  تشـنــّــفُ  الأذنَ وتـُهدّىءُ الأعصــاب , ولكنهُ لا يتوقُ لسماع نقدٍ هدّامٍ يقتلُ الطموحَ ويـُبدّدُ العزائم ,  فكم من ناقدٍ  يحرّصُ على التشهير والتجريح , دونَ اعتـــبار لشرفِ المهنةِ الذي يـُوجبُ الكشفَ عن الحقيقةِ بصدق ٍ وموضوعيّة   !

إنّ الكلمة الطيبة المجرّدة من المُجاملةِ القاتلةِ لِمُستقـْبــِـلِـها , كافــية ٌ لشحذِ الهمّةِ العالــيةِ  والطموح ِالكبير , ودافعة ٌ للمزيدِ  من العطاء  ,  فالمعلمُ الذي لا يجيدُ سوى النقدِ والتجريح لأبنائهِ الطـــلاب مُخطىِءٌ  لا محــــالة , والطالب الذي يناقشُ المسائلَ مع معلمهِ مُقارب ٌ للصوابِ مرّة  ومُجانبُهُ  مرة  أخرى , والأخذُ بيدهِ بـِرفق ٍ وتشجيع ٍ ألـْـزَم  وأوْجَب.
إنّ المعلمَ الذي يحملُ شرفَ مهنةِ التعليم , تلكَ المهنة ُالعظيمة التي جعلها اللهُ مهنة الأنبياء والرسُل,لجديرٌ بهِ أنْ يـُحسِنَ الاستماعَ لطلابهِ كما يُحسِنُ الحديثَ إليهم ,  عند ذلك ,  يَصِـــــلُ إلى قلوبهم بأيسر الطرق وأسهلها, وعندَ ذلك , يؤدي  رسالته بـِجدارة ٍ  وصِدقٍ وأمانة .